ينخفض سعر السندات الأمريكية لمدة 10 سنوات، Tnote، ليصل إلى عائد يقترب من نسبة 1.40٪، وهو مستوى لم نشهده منذ بداية الأزمة. وقد كان ذلك قبل أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في عملية تخفيض أسعار الفائدة وبرنامج شراء الأصول غير المحدود.
من حيث النظرة الفنية للسعر، انكسر السند باتجاه هابط، كما فقد اتجاهه الصاعد. وعلى الرغم من وجود مؤشرات التذبذب في مؤشر القوة النسبية في منطقة ذروة البيع على الرسوم البيانية اليومية، إلا أن السعر لا يزال قريباً من أدنى مستوياته في مارس 2020.
تُظهر هذه الحركة أن هناك تدفق للأموال من هذه الأصول نتيجة لزيادة التوقعات التضخمية.
تأثيرها على المواد الخام وأسواق الأسهم.
ومن المثير للاهتمام ملاحظة تطور أسعار المواد الخام. في حالة سعر النحاس، المعدن الصناعي والمعيار للنشاط الاقتصادي العالمي، يمكننا أن نرى أنه يواصل مساره الصاعد الذي لا يمكن إيقافه. من النظرة الفنية، فقد تغلب على جميع المقاومة الرئيسية، ويتجه نحو منطقة الارتفاعات التاريخية حول 4.52.
كما هو معروف، للنحاس علاقة إيجابية وعالية بسلوك أسواق الأسهم الأمريكية. ومع ذلك، فقد رأينا في الأسابيع الأخيرة أن هذا الارتباط قد فقد. و يرتفع سعر المواد الخام هذا عندما يكون هناك طلب أكبر في السوق بسبب زيادة النشاط الصناعي والاستثمارات في البنية التحتية، مما يعزز أسواق الأسهم.
ولكن في هذه الحالة، قد يكون لهذه الزيادة في أسعار السلع تأثير تضخمي على المدى المتوسط مما قد يجبر البنوك المركزية على سحب سياستها التحفيزية، مما قد يؤدي إلى زيادة أسعار الفائدة التي من شأنها التأثير سلباً على تقييم الشركات، وبالتالي ستأثر في عرض أسعار مؤشرات سوق الأسهم.
هذا هو السبب في أننا قد نكون في بداية تغيير في سيناريو الأسواق، من سيناريو كانت فيه شهية المخاطرة سائدة، إلى ناحية أخرى حيث قد تزداد أهمية التغييرات في إستراتيجية البنوك المركزية، مع أساسيات البيانات الاقتصادية مثل التضخم وأسعار الفائدة الحقيقية السائدة.
تعزز سعر قوة الدولار الأمريكي بشكل هامشي في هذا السيناريو الجديد، خاصةً مقابل الين الياباني، والذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأسعار الفائدة طويلة الأجل، لكن الأزواج الرئيسية لا تزال تتحرك ضمن نطاقات التداول الضيقة للأيام الأخيرة دون تحديد اتجاه في الوقت الحالي.
المصادر: Bloomberg, Reuters