بدأت
الجلسة بمعنويات مخاطرة إيجابية التي استمرت خلال اليوم، مع ترقب واسع لاجتماع
مجلس الاحتياطي الفيدرالي بعد الظهر.
يتفق
الجميع في السوق بأن البنك المركزي الأمريكي لن يقوم بأي تغييرات في سياسته
النقدية. ومع ذلك، تتوقع الأسواق أن يقدم الرئيس باول بعض الأدلة حول مستقبل أسعار
الفائدة.
على
الأرجح، لن يتضمن الاجتماع والبيان اللاحق أي حدث يؤثر على السوق. لكن إذا حدث ذلك،
فسيتم بطريقة هادئة وهو ما ستتلقفه أسواق الأسهم بشكل إيجابي، مما سيضغط على الدولار
الأمريكي نزولاً.
منطقة اليورو تتعافى
صدر
اليوم الرقم الاقتصادي للميزان التجاري لمنطقة اليورو والذي أظهر ارتفاعاً مفاجئاً
في الفائض إلى 27.9 مليار يورو مقابل توقعات عند 12.6 مليار.
ويمثل
هذا المستوى من الفائض انتعاشاً ملحوظاً من المستويات المسجلة في يونيو ويوليو عند
2.9 مليار و 9.4 مليار على التوالي. وبنفس الوقت يُظهر أن القدرة التصديرية
للاتحاد الأوروبي عادت إلى وضعها الطبيعي، لتصل إلى المتوسط السابق.
في الآونة
الأخيرة، لم يكن هذا الرقم مؤثراً في السوق، واليوم لم يكن له تأثير حقيقي يتجاوز
الارتفاع الطفيف في سعر اليورو، والذي يبدو في حالة اليورو
/ الدولار الأمريكي أنه يرجع أكثر إلى ضعف
الدولار أكثر من قوة اليورو.
ولكن
إذا تحدثنا عما يدور من نقاشات في السوق بأن قوة اليورو يمكن أن تكون كابحاً للنمو
وأن البنك المركزي الأوروبي قد يكون قلقاً بشأن هذا الصعود، فإن بيانات الميزان
التجاري المنشورة تُظهر - على الأقل على المدى القصير - أن قوة اليورو لم تكن عقبة
أمام نشاط التصدير لدول الاتحاد الأوروبي.
إذا
تم تأكيد هذه الحقيقة، فسيكون البنك المركزي الأوروبي أقل قلقاً إزاء قوة اليورو
إلى حدٍ ما قريباً.
اجتماع بنك إنجلترا
في
سعره مقابل الجنيه الإسترليني، تصرف اليورو أيضاً بقوة في الأيام الأخيرة، حيث اخترق مستويات مقاومة مهمة تقع
في منطقة 0.9150-0.9160.
بينما
ستجتمع لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا غداً وقد تتخذ قراراً بشأن أسعار
الفائدة أو برنامج شراء الأصول.
من
جهة أخرى، تؤكد أرقام التضخم البريطانية المنشورة اليوم الاتجاه الهبوطي للتضخم مع
بيانات مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أغسطس عند 0.2٪. وسيكون هذا وحده سبباً كافياً
لبنك إنجلترا ليقرر زيادة سياسته النقدية التوسعية، إما عن طريق زيادة حجم مشتريات
الأصول أو عن طريق خفض أسعار الفائدة.
بنفس
الوقت، تساهم الأحداث السياسية الأخيرة التي تهدد بالخروج من الاتحاد الأوروبي بدون
صفقة في إعاقة تحقيق الاستقرار الاقتصادي للمملكة المتحدة، وقد يحثّ ذلك البنك
المركزي على اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية.
وسواء
حدث هذا أو تم التلميح إليه في بيان الاجتماع، فسيكون له تأثير سلبي فوري على
الجنيه الاسترليني، مما يؤدي إلى استئناف زوج العملات (اليورو / الجنيه الإسترليني)
لتحركه الصعودي الأخير نحو المستوى التالي حول 0.9325 وما فوق.