على الرغم من أن العديد من أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي كانوا يدلون ببيانات خلال الأسبوع لصالح بدء عملية "التناقص" - تقليل برنامج شراء السندات – الا أن "باول" لم يشر الا أي تاريخ محدد لحدوث ذلك. ومع ذلك، لم يستبعد احتمال حدوث ذلك قبل نهاية العام.
ووفقًا لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، فقد كان تطور الاقتصاد الأمريكي ملائمًا، حيث اقترب سوق العمالة من المستويات المستهدفة للتوظيف الكامل. أما فيما يتعلق بالتضخم، لا يزال "باول" يتوقع أن يكون مجرد وضعية مؤقتة. على أي حال، إذا وصلت إلى مستويات مقلقة، فسيكون البنك المركزي دائمًا على استعداد للتصرف وفقًا لذلك.
ربما كان الجزء الأكثر "ميولاً لخفض أسعار الفائدة" في الخطاب بأكمله هو تصريح "باول" بأن التناقص لن يكون إشارة إلى زيادات في أسعار الفائدة. لكن هذا شيء تأخذه الأسواق بالفعل في الاعتبار. إن بدء سحب حزمة المحفزات في حد ذاته سيكون بمثابة عامل لارتفاع أسعار الفائدة على المدى الطويل، حتى أن بعض خبراء التحليل يعتقدون أن أسعار الفائدة المرجعية قد ترتفع بحلول نهاية العام المقبل. على أي حال، كل شيء يعتمد على التوقعات وعلى حقيقة أن "باول" لم يقدم أي تاريخ محدد فيما يتعلق ببدء التناقص التدريجي.
وقد ارتد سعر اليورو مقابل الدولار EUR/USD بقوة بعد مؤتمر الاحتياطي الفيدرالي، وتوقف عند منطقة المقاومة 1.1805.
الأخبار المرتقبة هذا الأسبوع - تقارير اقتصادية مهمة.
بالنسبة لبقية الأسبوع، سيتطلع المستثمرين أداء المؤشرات الرائدة مثل مؤشرات مديري المشتريات المقرر نشرها في الدول الكبرى، والتي تمثل مقاييس لحالة الانتعاش الاقتصادي. وفوق كل شيء، ستكون تقارير الوظائف غير الزراعية الأمريكية التي ستصدر يوم الجمعة، ومعدلات طلب البطالة من أهم المواضيع الرئيسية في الأسواق. وفي حالة إذا كان هذان العاملان أفضل مما كان متوقعًا، فقد تقود الأسواق إلى الاعتقاد بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يعلن عن سياسة التناقص التدريجي خلال اجتماعه في شهر سبتمبر.
أسواق السلع تستفيد من الموقف.
شهدت السلع زخم صاعد كبير يوم الجمعة بعد تصريحات "باول"، حيث فسر المستثمرين أن الظروف التوسعية للسياسة النقدية ستستمر. كما حصلت أسواق الطاقة على دفعة في ظل التطورات الأخيرة المحيطة بإعصار “إيدا”، والذي تسبب في إغلاق العديد من مواقع استخراج النفط والغاز الطبيعي.
ارتفع سعر الغاز الطبيعي بعد صدور أخبار الاعصار، ووصل إلى مستويات قياسية جديدة عند 4.40 دولار في نهاية يوم الجمعة، وهي مستويات لم نشهدها منذ شهر ديسمبر 2018. وستعتمد استمرارية هذه الحركة بشكل أساسي على ما سيحدث بعد ذلك مع الإعصار.
المصادر: Bloomberg, reuters.com.