المملكة المتحدة تسبح في المياه العكرة
أثار إعلان رئيس الوزراء البريطاني بخصوص الإغلاق في معظم أنحاء المملكة المتحدة بسبب طفرة في فيروس كورونا جعله أكثر قابلية للانتقال ومسبباً ارقام إصابات قياسية، قلقًا في الأسواق والنفور من المخاطرة هو العنصر السائد.
لم يتم التوصل بعد في معظم دول الاتحاد الأوروبي إلى توافق الآراء في هذا الصدد. حيث تم إلغاء الاتصالات الجوية والبحرية مع بريطانيا العظمى، خشية أن تتحول طفرات الفيروس أقوى إلى درجة ان اللقاح المعتمد مؤخرًا لن ينفع ضدها، مما أدى إلى انتشار الذعر في الأسواق العالمية.
كما توقفت كذلك مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مرة أخرى. ويُخشى أنه بحلول الموعد النهائي في 31 ديسمبر، لن يتم التوصل إلى اتفاق لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي بتوافق. وقد يتسبب هذا في فترة انتقالية مع فرض قيود على الواردات والخروج بدون صفقة، ما يسمى بالبريكست الصعب.
وكان انهيار سعر الجنيه الإسترليني هو أبرز خبر في خضم هذا الوضع من عدم اليقين، والذي فقد أكثر من ثلاثة أرقام في سعره مقابل الدولار.
كسر سعر الجنيه الإسترليني مقابل الدولار ادنى مناطق الدعم المتوسطة ويقترب من دعم هام عند مستويات تداول نحو 1.3130 حيث يتواجد المتوسط المتحرك البسيط لـ 100 يوم. وتحت هذه المنطقة، قد يتخذ مسارًا هبوطيًا نحو مستويات أدنى من الدعم النفسي 1.3000.
ومع هذه العودة السريعة إلى وضع عدم وجود شهية المخاطرة في الأسواق، نرى الدولار يصرف مرة أخرى كملاذ آمن. وقد تعزز سعر الدولار ليس فقط مقابل الباوند ولكن أيضاً مقابل جميع العملات المركزية، بما في ذلك الدولار مقابل الين، والذي ارتفع بحوالي 50 نقطة للمرة الأولى في الصباح.
الذهب
وقد اتخذ سعر الذهب اتجاه الاتجاه صاعد باعتباره ملاذ آمن، حيث تجاوز قليلاً منطقة تداول 1900، لكنه تراجع فوراً إلى النظرة السلبية اليوم، وعاد إلى منطقة 1870 دولار للأونصة. ويرجع هذا الرفض للزخم الصاعد أساساً إلى قوة الدولار الذي يرتبط عكسيًا مع المعدن الثمين.
اما في بقية دول أوروبا، أثر الإغلاق في المملكة المتحدة والقلق بشأن زيادة انتشار فيروس كورونا، ليس فقط على سعر اليورو الذي فقد قوته مقابل الدولار، وهو أمر يتناسب مع التصحيح الفني، كذلك مع مؤشرات الأسهم.
ومن بين القطاعات الأكثر تضرراً هي الخدمات، حيث تضررت بشكل مباشر من إجراءات تقييد التنقل التي يتم تطبيقها والتي يمكن أن تمتد لتشمل أوروبا بأكملها. وقد خسر قطاع السياحة والنقل الجوي والبنوك حوالي 5٪ خلال اليوم.
تعرض مؤشر داكس الألماني لخسارة بنسبة 4٪.
بالنسبة لألمانيا، كان للتقرير الذي نشره معهد البحوث الاقتصادية تأثير كذلك، حيث توقع انخفاضاً في الناتج المحلي الإجمالي الألماني للربع الرابع بنسبة 1 ٪، وهو انخفاض أعلى مما كان متوقعاً من قبل مؤسسات أخرى مثل معهد البحوث الاقتصادية، وبالنسبة للربع الأول من العام المقبل، فلا يتوقع أي تحسن بالنظر إلى تطور حالة الوباء.
يتم دعم المؤشر الألماني حالياً من خلال منطقة تركيز سعرية مهمة تعمل كدعم رئيسي حول 13080 نقطة. و من منظور تقني، يتم النظر إلى الاتجاه الصاعد الأخير على أنه في طريقه لفتح مسار هابط، نحو مستويات 12500.