شهدت أسواق الأسهم الأمريكية تقلبات متقطعة بين الخسائر والمكاسب اليوم، وبدأت الاسواق الأوروبية تعاملاتها بصورة سلبية، وهو ما ظهر بشكلٍ واضح في أسواق إسبانيا وإيطاليا.
استمرت وتيرة التوترات بين واشنطن وبكين في الهيمنة على معنويات السوق حيث تأثر السوق سلباً بتقرير يتحدث عن خطط لمستشاري الرئيس الأمريكي لزعزعة استقرار سعر الصرف لدولار هونغ كونغ من أجل معاقبة الصين.
نتيجة لذلك، تراجعت أسهم HSBC holding PLC بأكثر من 3٪.
من جهة أخرى، كشف مسح أجراه موقع الكتروني شهير متخصص بالبطاقات الائتمانية في الولايات المتحدة بأن معظم المستهلكين الأمريكيين يخططون لتخفيض نفقاتهم في المستقبل نظراً لحالة عدم اليقين المحيطة بأزمة الوباء. وبالتأكيد لم يساعد هذا التقرير في الحفاظ على حجم التفاؤل في السوق.
وهو ما يثير الشكوك حول آفاق الانتعاش الاقتصادي بعد إعادة فتح النشاط الاقتصادي.
في نهاية الشهر، سيبدأ موسم أرباح الشركات، وهو الحدث الذي سيثير اهتمام المستثمرين بشكلٍ كبير بسبب حالة عدم اليقين المحيطة بأداء الشركات. لذلك سيكون من المنطقي التفكير بأنه في التواريخ السابقة لهذا الحدث، سنشهد تداولات جانبية مع غياب اتجاه محدد للأسواق، وهو أمر متوقع على نطاق واسع.
لكن في المقابل، تسجل أسواق السلع زخماً صعودياً كبيراً.
وانتقالاً إلى GOLD، فقد واصل المعدن الأصفر مساره الصعودي القوي متجاوزاً هدفه الأول عند أعلى مستوياته المسجلة في نوفمبر عام 2011 أي عند 1802 دولار.
وكما نرى، فإن زيادة القاعدة النقدية في معظم العملات، والنية الواضحة للبنوك المركزية للحفاظ على هذا المستوى غير المسبوق من السيولة وحتى زيادته، والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة، بالإضافة إلى توقعات بتراجع قيمة Dollar ، كل هذه العوامل الأساسية تصب في مصلحة الذهب.
وإذا افترضنا سيناريو تضخم مستقبلي - وهو خيار غير متوقع في الوقت الحالي - ولكن يمكن أن ينشأ بسبب الاضطرابات في سلاسل التوريد نظراً للمواجهة التجارية حيث ستضطر البنوك المركزية إلى الحفاظ على المستوى الحالي من أسعار الفائدة المنخفضة تاريخياً، فإن ذلك سيعطي الذهب دفعة إضافية أيضاً.
من الناحية الفنية، ليس هناك عقبات كبيرة أمام الذهب للوصول للارتفاع التاريخي المسجل عام 2011 الذي يقع عند 1920 دولار.
من جانب آخر، لم يتوقف النحاس COPPER عن صعوده في الآوانة الأخيرة.
ويعتبر الانتعاش الاقتصادي للمستهلك الرئيسي الصين هو العامل الأساسي وراء هذا الصعود اللافت للنحاس والذي أوصله إلى مستويات ما قبل الأزمة مطلع عام 2020.
من حيث المبدأ، يجب أن تكون هذه إشارة إيجابية لبقية الأسواق، على الرغم من أنها لا تزال بحاجة إلى تأكيد أكثر دقة، إلا أنها إذا ثبتت، فإننا سنشهد ذلك مع موسم أرباح الشركات.
من الناحية الفنية، يمتلك النحاس مجالاً للارتفاع أكثر حى مستوى المقاومة التالي عند 2.88.