كان التصحيح الهبوطي في سعر الدولار الأمريكي يوم أمس، مدفوعاً بنتيجة مزاد السندات لمدة 10 سنوات، حيث كان الطلب مرتفعاً لدرجة أنه تسبب في انخفاض عائد هذه السندات من مستويات 1.18٪ إلى 1.12٪ الحالية .
تعتبر عوائد سندات الخزينة الأمريكية من أهم العوامل التي تؤثر على سعر الدولار مقابل باقي العملات على المدى القصير.
من المقرر اليوم عقد مزاد سندات جديدة لمدة 30 عام، وعلينا يجب أن نولي اهتمام كبير لمعرفة تأثيره على سعر الدولار.
آراء الأسواق لم تكن بالإجماع وتختلف عن أولئك الذين يعتقدون أن عملية رفع أسعار الفائدة قد بدأت بسبب الانتعاش في الاقتصاد الأمريكي الذي سيكون مدفوعاً بزيادة التحفيز المالي، التي ستوافق عليها الحكومة الديمقراطية والكونغرس في السنوات القليلة القادمة بالإضافة إلى التأثير الإيجابي الناتج عن توزيع لقاح فيروس كورونا.
هذا هو حال بنك الاستثمار غولدمان ساكس، أو من ناحية أخرى، أولئك الذين يشيرون إلى أن أسعار الفائدة ستبقى منخفضة لفترة طويلة مثل بانك اوف أميريكا، بغض النظر عن الارتفاعات التضخمية وبالتالي الاستمرار في دفع الدولار الأمريكي للأسفل.
وهذا التباين في المعايير هو تباين نموذجي للفترات الانتقالية التي تبدأ فيها الاتجاهات السابقة تكسب قوة اكثر. و عادة ما نرى هذه المواقف تسبق التحركات في النطاقات الجانبية في أزواج العملات الرئيسية التي يمكن الحفاظ عليها لفترات حتى تتغير ظروف الأسواق وتعطي إشارات أكثر دقة.
في حالة سعر اليورو، يجب أن نضيف قلق السلطات النقدية بشأن القوة الأخيرة للعملة الموحدة، وهو ظرف تم الكشف عنه اليوم من قبل الرئيس لاغارد وعضو مجلس الإدارة فيليروي.
حيث أعلنوا أنه على الرغم من أن سعر الصرف ليس هدف البنك المركزي الأوروبي، إلا أنهم يراقبون عن كثب تطوره الأخير بسبب الآثار السلبية لقوة اليورو على تكوين الأسعار، وبالتالي على الهدف الرئيسي للتضخم في السياسة النقدية.
و على الرغم من ذلك، فإن "التدخلات اللفظية" لا تؤثر بشكل كبير على البنك المركزي الذي يفتقر إلى الأدوات التي تسمح بالتأثير المباشر في الأسواق.
سيعتمد كل شيء على تطور الدولار الأمريكي وفي النهاية على بيانات الاقتصاد الأوروبي التي تتعرض لعقوبات شديدة بسبب هذه الموجة الثالثة من الإصابات وقبل كل شيء على إجراءات الإغلاق القاسية في بلدان أوروبا الوسطى.
اليورو مقابل الدولار
إذا استمر هذا الوضع وفي حالة عكست الأرقام الاقتصادية تدهوراً ناتجاً عن هذه الأزمة، فسيضطر البنك المركزي الأوروبي إلى زيادة شدة سياسته النقدية التوسعية، مما سيضغط على اليورو.
من حيث النظرة الفنية، كسر اليورو مقابل الدولار آخر اتجاه صاعد، الذي بدأ في أوائل شهر نوفمبر.
بعد الارتفاع الذي حدث يوم أمس بعد ضعف الدولار بسبب مزاد السندات لمدة 10 سنوات، والذي قاد الزوج إلى منطقة 1.2220، انخفض مرة أخرى إلى مستوى الدعم الأول عند 1.2150.
وتحت هذا الدعم الأول توجد منطقة تداول 1.2065 ثم الدعم الرئيسي حول 1.2000. و تتوقع العديد من البنوك الاستثمارية ومحللي الأسواق حركة مستقبلية في النطاق بين منطقة 1.2000 و 1.2500، لذا فإن من منطقة 12000 يعني حدوث تغيير عن هذا السيناريو المتوقع.
و من أهم العناصر التي يجب مراعاتها والتي يمكن أن تأثر في حركة السعر، هي المستوى العالي للمواقع، قوة اليورو وضعف الدولار بين المشاركين في الأسواق.
المصادر: رويترز ، Forexlive.com