في أيام العطلات مثل اليوم، حيث تكون المشاركة في السوق أقل بشكل ملحوظ والتي يتم فيها إغلاق العقود الآجلة للسندات، اختار المستثمرين حركة تناوب في أسواق الأسهم لبيع القيم الدورية والعودة إلى القيم التكنولوجية، على عكس الأيام الماضية.
وتعتبر هذه الحركة تقنية بحتة لإغلاق المواقف، مع انها بطريقة معينة، متأثرة بشكل هامشي بالشكوك التي تنشأ حول مستجدات لقاح فيروس كورونا وكيف سيكون رد فعل العامة للقاح، ومتى سيكون متاح ... إلخ. كما أن رقم مطالبات البطالة ليوم أمس، والذي لا يزال عند مستويات عالية دون أي تحسن ملحوظ، يؤثر على حالة عدم اليقين لدى المستثمرين.
كما غير الاحتياطي الفيدرالي هدف سياسته النقدية من التضخم إلى خلق فرص العمل. ومع ذلك، فقد شهدنا تحسناً في أرقام الرواتب غير الزراعية، على الرغم من أنها لا تزال بعيدة عن هدفها النهائي. وإذا ظل عدد مطالبات البطالة مرتفعاً، فقد يدل ذلك إلى عدم إحراز تقدم في خلق فرص العمل.
صرح غالبية أعضاء اللجنة الفيدرالية في محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي نُشر بعد ظهر أمس، للسوق المفتوحة أنه لم يكن من الضروري تنفيذ تدابير جديدة للسياسة النقدية التوسعية، وهو الأمر الذي ترددت شائعات عنه في الأسواق في الأسابيع الأخيرة. لذلك فمن غير المحتمل أن نرى ذلك في السوق او في اجتماع استثنائي، كما علق بعض المحللين.
وبالتالي، فإن الإجراء المحتمل من قبل الاحتياطي الفيدرالي سيعتمد على الأرقام الاقتصادية في المقام الأول، وخاصة تلك المتعلقة بالتوظيف، وعلى التقدم السياسي فيما يتعلق بالموافقة على خطة التحفيز المالي.
أوقف الدولار الأمريكي مساره الهبوطي بعد معرفة محتوى محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي وبعد كونه أقل "تشاؤماً" مما كان متوقعًا.
وقد تسبب هذا الامر في تراجع أسعار زوج اليورو دولار عن المستويات القصوى التي وصل إليها أمس عند 1.1940، وهو أعلى مستوى منذ بداية سبتمبر، وصولاً إلى منطقة المقاومة السابقة عند 1.1900، والتي تعمل الآن وعلى المدى القصير كدعم.
وفي أحسن سيناريو فني، يمكن اعتبار مستوى 1.1940 المقاومة الأساسية التي في حال تجاوزها ستدفع الزوج إلى ما فوق 1.2000.
لكن هذه الحركة ستعتمد إلى حد كبير على قرار المركزي الأوروبي في اجتماعه المقبل في ديسمبر. يدلي العديد من أعضاء مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي بتصريحات لصالح توسيع برامج التحفيز النقدي الحالية وكذلك دمج أدوات جديدة.
ستنتظر الأسواق معرفة ما هي هذه القرارات، والتي يمكن بدورها أن تكبح أسعار اليورو إذا تم تنفيذها. ولكن من ناحية أخرى، إذا خيبت هذه الإجراءات آمال الأسواق مع استمرار ضعف الدولار، يمكن للزوج التغلب على نطاق المقاومة بين 1.1940-1.200، والذي سيفتح الطريق إلى مستوى 1.2200.