تجاوزت البيانات المنشورة في يوم الجمعة لمؤشر مديري المشتريات التصنيعي لشهر يناير، جميع التوقعات عند 59.1 مقابل 56.5، كما جاءت أعلى بكثير من بيانات شهر ديسمبر. هذه البيانات السارة بالإضافة الى توقعات الموافقة على حزمة التحفيز المالي التي سيقدمها الرئيس بايدن قريباً إلى كونغرس أمريكا الشمالية، تشجع التفاؤل بين المستثمرين وتدعم أسواق الأسهم، التي تشهد حالياً مكاسب طفيفة معلقة بتأكيد إجراءات السياسة المالية لاستئناف مسارها التصاعدي.
أوروبا
أما بالنسبة الى أوروبا، فما يحدث هو العكس تماماً. حيث لم تكن بيانات مؤشر مديري المشتريات يوم الجمعة في أوروبا إيجابية، مع انخفاض مؤشر مديري المشتريات المركب في السوق بقيمة 47.5 مقابل 47.6 التي كانت متوقعة. وقد انعكس ذلك اليوم مع منشور معهد البحوث الإقتصادي الألماني.
و بالنسبة لشهر يناير، فقد انخفض مناخ أعمال معهد البحوث الإقتصادي إلى 90.1 من 92.2 التي كانت في الشهر السابق وأقل من المتوقع 91.8.
في التقرير الذي قدمه المعهد الألماني، رغم أن الصناعة لا تزال في وضع جيد ونمو توقعات التصدير بشكل متواضع، إلا أن قطاع البيع بالتجزئة قد انهار. وقد تأثر العديد من مقدمي الخدمات بشكل خطير بإجراءات الإغلاق بسبب فيروس كورونا، بما في ذلك النقل والخدمات اللوجستية. يتوقع معهد البحوث الإقتصادي ركوداً في الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول من السنة، لذا فإن سيناريو الركود المزدوج هو الأكثر احتمالاً في ظل هذه الظروف.
و عليه، فهذه الأخبار ليست بالشيئ الجيد للاقتصاد الأوروبي، الذي يواجه مستقبلاً غير مؤكد بسبب تفاقم أزمة كورونا، وقبل كل شيء، تكثيف إجراءات تقييد الحركة التي ستطبقها جميع الدول الأوروبية تقريباً خلال الأشهر القادمة.
اجتماع الاحتياطي الفيدرالي والنتائج المحتملة
في انتظار حدث آخر هذا الأسبوع مرتبط بنفس الموضوع، مثل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي والذي قد يؤثر على سعر الدولار.
لا تنتظر توقعات الأسواق أي تباين في إجراءات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، فقد فقد سعر اليورو مقابل الدولار جزء من المنطقة التي اكتسبها في نهاية الأسبوع الماضي، كما ينخفض من مستويات 1.2180 إلى منطقة تداول 1.2144 حيث يمر خط المتوسط المتحرك البسيط لـ100 ساعة والذي يعمل كدعم وسيط وكمحور مستوى.
لا يزال سعر اليورو بعيد عن مستوى الدعم الأساسي الموجود عند 1.2065، فقد إنخفض سعر اليورو بسبب البيانات التي جاءت أسوأ من المتوقع من الاقتصاد الأوروبي والانخفاض الواضح في توقعات النمو.
قد يزداد الضغط الهبوطي على سعر اليورو في حال كسر اليورو مقابل الجنيه الاسترليني بشكل حاسم الدعم الواقع عند مستوى 0.8866، وهو المستوى الذي كان بمثابة الدعم الأساسي للزوج منذ شهر مايو الماضي والذي سيفتح انهياره الطريق أمام منطقة تركيز سعر حول 0.8700.
سيعتمد هذا بشكل أساسي على البيانات الاقتصادية من المملكة المتحدة، والتي على الرغم من إجراءات الاحتواء الصارمة، أظهرت أداء مالي أفضل من الاتحاد الأوروبي.
المصادر: WSJ, FT.