يدخل الجنيه الإسترليني مرحلة حاسمة مع تقييم المتداولين لتباطؤ البيانات الاقتصادية في المملكة المتحدة مقابل احتمالات خفض الفائدة من جانب كل من بنك إنجلترا والاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر. وتشير الأرقام الأخيرة إلى نمو أضعف وتراجع في وتيرة التضخم في المملكة المتحدة، بينما توحي مبيعات التجزئة ونشاط الأعمال بأن المستهلكين والشركات أصبحون أكثر حذراً. وفي هذا السياق، شهد زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي ارتداداً طفيفاً لكنه لا يزال يتحرك ضمن نطاق محدود، حيث يعتمد شعور السوق على إشارات البنوك المركزية والبيانات المرتقبة التي قد تحدد الحركة الحاسمة التالية للزوج.
الجنيه الإسترليني يتأرجح بين البيانات الضعيفة وتوقعات خفض الفائدة
يدخل الجنيه الإسترليني مرحلة حاسمة مع تقييم المتداولين لتباطؤ البيانات الاقتصادية في المملكة المتحدة مقابل احتمالات خفض الفائدة من جانب كل من بنك إنجلترا والاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر. وتشير الأرقام الأخيرة إلى نمو أضعف وتراجع التضخم في المملكة المتحدة، بينما توحي مبيعات التجزئة ونشاط الأعمال بأن المستهلكين والشركات أصبحوا أكثر حذراً. وفي هذا السياق، شهد زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي ارتداداً طفيفاً لكنه لا يزال يتحرك ضمن نطاق محدود، حيث يعتمد شعور السوق على إشارات البنوك المركزية والبيانات المرتقبة التي قد تحدد الحركة الحاسمة التالية للزوج.
النظرة الفنية لزوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي
منذ وصوله إلى القاع عند 1.30095 في 4 نوفمبر، شهد زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي تعافياً متواضعاً بنحو 0.9% مع بدء انحسار قوة الدولار الأمريكي الواسعة. وسيؤدي اختراق واضح فوق القمة الأخيرة عند 1.32153، إلى جانب تشكل قاع أعلى عند 1.30372، إلى تأكيد انعكاس صعودي على الرسم البياني—يُعرف غالباً باسم فشل صعودي—ما قد يشير إلى بداية اتجاه صاعد قصير المدى.
ومع ذلك، تبقى النظرة الفنية العامة هابطة، حيث يستمر نمط القمم والقيعان المنخفضة في الهيمنة. ولا يزال السعر يتداول دون المتوسطين المتحركين الأسيين لفترتي 20 و50، مما يشير إلى أن البائعين ما زالوا يسيطرون. كما تدعم مؤشرات الزخم هذا المشهد: لا يزال مؤشر القوة النسبية (RSI) دون مستوى 50، ويظل مؤشر الزخم تحت خط 100، ما يعزز الاتجاه الهابط السائد.
حالياً، يتحرك الزوج بالقرب من نقطة المحور الأسبوعية عند 1.31282، محاولاً بناء زخم لاختراق محتمل. إن تحركاً مستداماً فوق المقاومة عند 1.32153 قد يفتح الطريق نحو 1.33388 و1.34307. وعلى الجانب الهابط، يظهر الدعم الفوري عند 1.30095، مع مستويات إضافية عند 1.29550 و1.28729 إذا استؤنفت الضغوط البيعية.
تباطؤ نمو الاقتصاد البريطاني مع ضعف الخدمات وتراجع التضخم
تباطأ نشاط الأعمال في المملكة المتحدة خلال نوفمبر مع فقدان القطاع الخاص لزخم النمو، نتيجة تراجع الطلب في قطاع الخدمات. وانخفض مؤشر مديري المشتريات المركب من S&P Global فلاش إلى 50.5 من 52.2 في أكتوبر، مما يشير إلى أن الاقتصاد ما زال ينمو ولكن بوتيرة أبطأ بكثير. وأبلغت شركات الخدمات عن انخفاض في الطلبات الجديدة لأول مرة منذ يوليو، مع زيادة الحذر بين الشركات والمستهلكين قبل إعلان الميزانية الخريفية. وفي المقابل، شهد المصنعون ارتفاعاً طفيفاً ولكنه مهم في الطلبات الجديدة—هو الأول منذ أكثر من عام—بفضل تحسن الطلب المحلي.
واستمرت ضغوط التضخم في التراجع، حيث رفعت الشركات الأسعار بأبطأ وتيرة منذ ما يقرب من خمس سنوات مع اشتداد المنافسة وضعف الطلب. ومع ذلك، ارتفعت التكاليف مجدداً بسبب زيادة الأجور وضعف الجنيه. كما خفضت العديد من الشركات الوظائف بأسرع معدل في أربعة أشهر، مفضّلة تأجيل التوظيف أو الاستثمار في التكنولوجيا لخفض النفقات.
إجمالاً، تُظهر البيانات أن الاقتصاد البريطاني قد توقف تقريباً، مع توقع نمو شبه صفري في نوفمبر وانتعاش طفيف فقط في الربع الأخير من العام. وبينما قد يخفف تباطؤ الضغوط السعرية من مخاوف التضخم، فإن ضعف الطلب وتراجع ثقة الأعمال يشيران إلى أن التحديات الاقتصادية ما تزال قائمة، مما قد يعزز مبررات خفض الفائدة من قبل بنك إنجلترا في ديسمبر.
تراجع مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة مع انتظار المتسوقين لعروض الجمعة السوداء
ارتفعت مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة خلال الأشهر الثلاثة حتى أكتوبر 2025، ولكن الأرقام الشهرية تُظهر علامات تباطؤ مع إحجام المتسوقين عن الشراء قبل موسم الخصومات الكبيرة. وزادت أحجام المبيعات بنسبة 1.1% خلال فترة الأشهر الثلاثة مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة، مدفوعة بارتفاع الطلب على الملابس والمنتجات التقنية في سبتمبر وأكتوبر.
ومع ذلك، انخفضت مبيعات التجزئة بنسبة 1.1% في أكتوبر وحده، في أول تراجع شهري منذ مايو. وجاء هذا الانخفاض بعد مكاسب قدرها 0.7% في سبتمبر و0.5% في أغسطس. وشهدت المتاجر الكبرى ومتاجر الملابس وتجار التجزئة عبر الإنترنت مبيعات أضعف خلال الشهر، حيث أشارت العديد من المتاجر إلى أن العملاء أرجأوا مشترياتهم انتظاراً لعروض الجمعة السوداء. وبشكل عام، تُظهر البيانات إنفاقاً مستقراً خلال أشهر الخريف، لكنه تباطأ مؤقتاً في أكتوبر مع انتظار المتسوقين لخصومات أكبر.
الجنيه الإسترليني مستقر مع ترقب الأسواق لقرارات الفائدة في ديسمبر
تبدو التوقعات للجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي متوازنة إلى حد كبير في الوقت الحالي. ويحافظ كل من بنك إنجلترا والاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة بالقرب من 4%، مما يترك القليل من الفوارق لدفع الزوج في اتجاه معين. وسيعتمد اتجاه الجنيه بشكل كبير على البيانات الاقتصادية القادمة في المملكة المتحدة، وخاصة بيانات التضخم والنمو، والتي قد تؤثر على قرار بنك إنجلترا في 18 ديسمبر. وفي الولايات المتحدة، سيراقب المستثمرون اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في 9–10 ديسمبر بحثاً عن مؤشرات لاحتمال خفض الفائدة. وإذا استمرت بيانات التضخم والنمو الوظيفي في التراجع، فقد يضعف الدولار مع توقع الأسواق خفضاً للفائدة في 2026. وفي الوقت الحالي، يُرجح أن يبقى زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي ضمن نطاق مستقر، مع فرصة للصعود إذا أظهر الاقتصاد البريطاني علامات استقرار وتحسن في شهية المخاطرة. ومع ذلك، قد يؤدي أي ضعف اقتصادي جديد أو حالة عدم يقين في الأسواق إلى إبقاء الضغوط على الجنيه.
