التصريحات السياسية من أبرز المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين تزيد من مخاوف المستثمرين التي هيمنت على السوق منذ الأسبوع الماضي.
هاجم الرئيس ترامب الصين خلال خطاب ألقاه بمناسبة عيد العمال، معلناً أن هدفه هو إنهاء اعتماد أمريكا على الدولة الآسيوية.
وهدد الرئيس بمعاقبة الشركات الأمريكية التي تخلق فرص عمل في الخارج، فهو يريد عودة الصناعات التحويلية إلى الآراضي الأمريكية.
في الواقع، كان بياناً عدوانياً للغاية، على الرغم من أن السوق معتاد على هذا النوع من الغضب الذي لا يملك انعكاساً فعلياً على السياسات التي يتم تنفيذها، فهي خطابات غالباً ما تتمحور فقط حول الدعاية السياسية التي لا تترجم إلى إجراءات ملموسة.
الأسواق ترزح تحت وطأة النفور من المخاطرة
بدأت معنويات النفور من المخاطرة منذ الأسبوع الماضي عندما أصبح معروفاً في السوق أن معظم الارتفاع الأخير في الأسهم التقنية كان مدفوعاً بسبب التعرض المفرط في مشتقات مؤسسة مالية آسيوية.
هذا هو السبب في أن خطاب ترامب، على الرغم من طبيعته السياسية البحتة قد أضاف الزيت على النار لأن هذه الشركات التقنية ستكون أكثر عرضة للتأثر المباشر في حال تمت القطيعة الكاملة مع الصين.
والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، يمكن أن تصل حدة تصريحات الرئيس ترامب إلى أبعد من ذلك.
بينما يشهد مؤشر TECH100 يومه الرابع على التوالي من الانخفاضات الحادة، مع خسارة 3٪ في سوق العقود الآجلة، قبل بدء جلسة التداول الأمريكية.
فيما يتراوح مجال الدعم الأكثر أهمية بين مستويات 10800 و11000. وإن أي تراجع تحت هذا المستوى الحرج قد يسرع وتيرة الانخفاضات بشكل كبير، حيث يقترب من المتوسط المتحرك البسيط لـ 100 يوم، المتمركز حالياً عند 10300.
إن طبيعة تحديد الصفقات من خلال المشتقات تشجع هذا النوع من الحركة الهبوطية المفاجئة التي تجبر المتداولين على إغلاق الصفقات ذات المبالغ المتزايدة مع انخفاض سعر المؤشر.
وهنا فإن دخول الأموال الحقيقية إلى السوق يمكن أن يوقف هذا الانخفاض. مع ذلك، لا توجد مؤشرات الآن على ذلك نظراً للشكوك حول التقييم الصحيح لشركات التكنولوجيا بأسعار السوق الحالية.
لا أخبار جديدة من ملف بريكست
من ناحية أخرى، صبّ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الماء البارد على عملية مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. إذ صرح جونسون أنه يخطط للتراجع عن جزء من الاتفاقيات التي تمت الموافقة عليها مسبقاً، ونتيجة لذلك، استقال مستشاروه القانونيون.
إثر هذه الأخبار، تلقى الجنيه الإسترليني صفعة قوية حيث يتداول زوج العملات "الجنيه الإسترليني/دولار" بالقرب من مستوى الدعم 1.3000. وإن أي تراجع تحت هذا المستوى، سيفتح الطريق أمام النزول إلى منطقة 1.2750-1.2800.
بينما تعزز معنويات النفور من المخاطرة هذا الانخفاض حيث يتم شراء الدولار الأمريكي مقابل جميع العملات من خلال التدفقات التي تبحث عن الملاذات الاستثمارية الآمنة.