هل 900 مليار دولار كافية؟
لم تكن موافقة كونغرس أمريكا الشمالية على حزمة المساعدات المالية لـلإغاثة من فيروس كورونا بمبلغ 900 مليار دولار عامل مهم بما يكفي لتغيير التحيز السلبي للأسواق.
على الرغم من أنه خلال فترة سابقة، كانت حزمة التحفيز هذه هي المحور الرئيسي لاهتمام الأسواق وكان من المتوقع أن تكون المحفز الرئيسي لاتجاه صاعد في أسواق الأسهم، كذلك الاوضاع الجديدة المتعلقة بتطور وباء كورونا والأهم من ذلك، أدى التخفيض في مبلغ الصندوق الذي كان من المتوقع في ذلك الوقت أن يتجاوز 2 تريليون دولار، إلى جعل مقياس التحفيز المالي هذا أقل أهمية وظل هامشياً دون تأثير كبير على الأسواق.
سيكون من الضروري الموافقة على حزمة تحفيز أكبر في المستقبل، وهو أمر غير متوقع في الوقت الحالي. الا ان كل شيء سيعتمد على بيانات الاقتصاد الكلي التي ستنشر مستقبلاً، وخاصة أرقام العمالة ونمو الناتج المحلي الإجمالي.
وقد تم اليوم نشر الناتج المحلي الإجمالي في أمريكا الشمالية للربع الثالث، وتشير التوقعات إلى ارتفاع بنسبة 33.1٪ على أساس ربع سنوي. وقد يمكن أن يساعد الرقم الأعلى من المتوقع أسواق الأسهم على الخروج المتداولين من مرحلة الخمول هذه مع مكاسب صغيرة في العقود الآجلة بعد الانخفاض الحاد يوم أمس.
اوروبا
في أوروبا، لم يكن لرقم الناتج المحلي الإجمالي البريطاني للربع الثالث تأثير كبير على السوق مع انخفاض بنسبة 8.6٪ على أساس سنوي، والذي جاء أقل من المتوقع عند نسبة 9.6٪، مع الأخذ في الاعتبار الأحداث الأخيرة مع إغلاق شبه عام في المملكة المتحدة وقيود التنقل التي تفرضها دول الاتحاد الأوروبي للرحلات إلى الجزر البريطانية.
حيث يتسبب هذا الامرفي مشاكل الإمداد والعرض في بريطانيا، كما ستظهر الآثار الاقتصادية لجميع هذه الإجراءات القاسية في إصدارات البيانات المستقبلية.
وقد كان هذا سبب استمرار سعر الجنيه الإسترليني في الانخفاض مع خسارة ما يقرب من 50 نقطة أمام الدولار
استعاد سعر الجنيه الإسترليني مقابل الدولار في يوم أمس جزء من منطقة التداول التي فقدها في الانخفاض الأولي الذي وصل عند 1.3200 ، في ارتداد ذو طبيعة فنية ولكنه لم يتمكن من التغلب على منطقة المقاومة على المدى القصير الواقعة عند 1.3470.
سيعتمد تطور سعر هذا الزوج من العملات إلى حد كبير على محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتي تحجبها في الوقت الحالي قضية مصايد الأسماك دون أي أخبار عن إحراز تقدم في هذا الصدد. وستشهد الأسواق عدم وجود صفقة باعتبارها مضرة بالعملة البريطانية.
تشهد المؤشرات الأوروبية أيضاً ارتفاعات صغيرة بسبب التصحيح الفني وليس العوامل الأساسية التي تدعمها. و لا يزال الوضع غير مؤكد إلى حد كبير على جبهات مختلفة ولكن بشكل رئيسي حول تطور وباء كورونا والآثار السلبية المحتملة لتدابير تقييد التنقل المعتمدة مؤخرا.
فشل مؤشر داكس الألماني في اختراق دعم 13080 في يوم أمس ويقوم بالتصحيح باتجاه صاعد من حالة ذروة البيع على المدى القصير. ويمكننا أن نجد في هذا الإطار الزمني مستوى مقاومة حول 13500، حيث يمر خط المتوسط المتحرك البسيط لـ 100 ساعة.