بعد يومين من المخاوف حول وقوع الأسوأ في القطاع المصرفي، دخلت إجراءات السلطات الأمريكية لحماية النظام المالي وعملاء البنوك حيز التنفيذ، وبدأت معنويات الأسواق تُظهر انحسار المخاوف بين المستثمرين.
ارتفعت المؤشرات الاقتصادية الرئيسية في وول ستريت يوم الثلاثاء، حيث ارتفعت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الاسواق الامريكية كما كان متوقعاً، مما يدعم الرهانات على زيادة تدريجية في أسعار الفائدة وربما يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي (Fed) بتأجيل اجتماعه القادم.
ارتفع مؤشر أسعار المستهلك (CPI) في الولايات المتحدة بنسبة 0.4٪ في فبراير من 0.5٪ عن الشهر السابق، وفقاً للإحصاءات.
باستثناء قطاع الغذاء والطاقة، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.5٪ بعد ارتفاعه بنسبة 0.4٪ عن شهر يناير، وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين أساس سنوي بنسبة 5.5٪ بعد زيادة 5.6٪ عن شهر يناير (لأخر أثني عشرة شهراً).
كل هذا يشير إلى حقيقة أن أرقام التضخم توضح كيف تستمر مستويات أسعار المستهلك في الانخفاض، وإن لم يكن بالسرعة التي يفضلها بنك الاحتياطي الفيدرالي.
مع كل هذا، على عكس المناسبات الأخرى، تم تحويل انتباه السوق من بيانات مؤشر أسعار المستهلكين إلى أداء البنوك الأمريكية في أعقاب انهيار بنك سيليكون فالي (SVB).
ذات صلة: كيفية الاستثمار في مؤشرات الأسهم
في الآونة الأخيرة، تأثرت أسهم البنوك بإفلاس بنك SVB وبنك Signature بالإضافة إلى نشوب مخاوف جديدة من أن البنوك الأخرى قد تتأثر بالأزمة الناجمة عن الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة الفيدرالية.
الآن، بعد هذه الأحداث، يتوقع المستثمرون أن الاحتياطي الفيدرالي قد يخفف سياسته النقدية رداً على خطر حدوث أزمة مالية. الاسواق المالية الآن منفتحة على احتمال أن يختار الاحتياطي الفيدرالي تأجيل اجتماعه الأسبوع المقبل في ضوء بيانات مؤشر أسعار المستهلكين. أيضاً تخصم عائدات سندات الخزانة وسوق العقود الآجلة تخفيضات أسعار الفائدة حتى نهاية العام. وهوما يؤيد نفس الاحتمال.
ذات صلة: تعرف على محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة
بعد يومين من التقلبات، عاد السوق إلى الهدوء يوم أمس حيث لم تظهر أي أخبار سيئة حول تأثر المزيد من البنوك بالأزمة. إن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الأمريكية لحماية النظام المالي ومصالح عملاء البنوك، كان لها الأثر المنشود، وتراجعت مخاوف السوق.
عوّضت أسهم البنوك جزءاً من خسائرها في الأيام السابقة. كانت المكاسب التي استعادتها البنوك الإقليمية الصغيرة كبيرة، لكن بعض أسهم البنوك الكبرى، مثل أسهم بنك Citigroup ارتفعت بحوالي 7٪ أمس فقط، ومع ذلك يُعد هذا الارتفاع جديراً بالملاحظة أيضاً.
اليوم، سيتم الإعلان عن بيانات اقتصادية مهمة، مثل مبيعات التجزئة، والتي أظهرت قوة في الإنفاق المحلي الشهر الماضي وغذت التوقعات برفع أسعار الفائدة. قد تتسبب النتيجة الضعيفة أو النتائج الأقل من المتوقع وزناً إضافياً للتنبؤات التي تدعي أن دورة رفع سعر الفائدة في بنك الاحتياطي الفيدرالي على وشك الانتهاء.
المصادر: بلومبيرج، رويترز
