لم تكن حقيقة قيام البنك المركزي الأوروبي (ECB) برفع أسعار الفائدة مرة أخرى مفاجأة. ما جعل هذا القرار مختلفاً عن القرارات السابقة هو إلغاء النص المقدم من الاجتماعات السابقة الذي يفيد بأن البنك سيبقي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة طويلة من الزمن. نظرت الأسواق على هذا التغيير أنه تحرك مسالم من قبل المركزي الأوروبي.
البنك المركزي الأوروبي يرفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس
جاء قرار البنك المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس متماشياً مع توقعات السوق.
كانت المفاجأة أنه كان هناك تحول كبير عن الاجتماعات السابقة. النص الوحيد الذي كان مفقوداً في التقرير الذي تم إصداره بعد الاجتماع هو المقطع الذي ناقش الحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعةً لفترة طويلة من الزمن. خلاف ذلك، كان النص هو نفسه تقريباً.
يُترك الباب مفتوحاً لخفض أسعار الفائدة قريباً
أخذ المستثمرون هذا على الفور في الاعتبار بسبب أهميته. يبدو أن إمكانية خفض أسعار الفائدة في المستقبل غير البعيد أصبح احتمال قائم في الأسواق المالية وذلك إذا كانت الظروف مناسبة.
بالإضافة إلى ذلك، لا يبدو أن الاقتصاد الأوروبي يعمل بشكل جيد، لذلك قد يختار البنك المركزي الأوروبي التخفيف من ضبط مستوى السياسة النقدية المتشددة في حالة انخفاض مستويات التضخم.
تُظهر معدلات التضخم بوادر تهدئة قريبة
يتأرجح الناتج المحلي الإجمالي الأوروبي (GDP) بين الركود والانكماش. منذ أن دخل الاقتصاد الرئيسي في منطقة اليورو - ألمانيا، رسمياً في حالة ركود اقتصادي، فقد لا يكون رفع أسعار الفائدة هو أفضل مسار للعمل.
من ناحية أخرى، على الرغم من أن معدلات التضخم تتمركز عند مستويات عالية، إلا أن التضخم بدأ بالفعل في الاعتدال، وخاصة مؤشر أسعار المستهلك الأساسي (CPI)، والذي ارتفع بنسبة تتراوح بين 0.2٪ و 0.3٪ خلال الشهرين الماضيين.
مزيد من البيانات الاقتصادية ستحدد قرار سبتمبر
مثل جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، تركت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد القرار في اجتماع سبتمبر القادم غير مؤكد. على الرغم من أنها أوضحت أنهم قد لا يرفعون أسعار الفائدة هذه المرة، وسوف يتم اتخاذ هذا الاختيار بناءً على البيانات الاقتصادية.
كان رد فعل السوق كما هو متوقع بعد تفسير الأخبار وتصريحات لاجارد على أنها متشائمة.
الأسهم الأوروبية والأسهم الأمريكية ترتفع بشكل حاد
شهدت أسعار الخزانة الأوروبية انخفاضاً كبيراً على طول المنحنى. سجلت كل من الأسهم الأوروبية و الأسهم الأمريكية مكاسب كبيرة، وشهدت السندات الألمانية ذات العامين انخفاضاً بمقدار 5 إلى 9 نقاط أساس. ارتفع مؤشر داكس الألماني بنسبة 1.70٪ في منتصف فترة الظهيرة، مقترباً من أعلى مستوياته الأخيرة منذ منتصف يونيو.
كان للموقف المتشائم للبنك المركزي الأوروبي التأثير الأكبر على اليورو، مما تسبب في انخفاض زوج اليورو دولار EUR/USD بأكثر من 140 نقطة والتداول دون مستوى الـ 1.1000.
عند صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الثاني، والتي فاقت التوقعات عند 2.4٪، اكتسب الدولار الأمريكي زخماً، وهو ما عزز انخفاض زوج اليورو مقابل الدولار الامريكي.
الرسم البياني الشهري -سعر مؤشر داكس 40 - 28 يوليو 2023. المصادر: بلومبرج، رويترز
المآخذ الرئيسية في هذا المقال
ليس من المستغرب أن البنك المركزي الأوروبي رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
- يترك البنك الباب مفتوحاً لوقف دورة زيادة أسعار الفائدة في وقت أبكر مما كان متوقعاً.
- الناتج المحلي الإجمالي الأوروبي يتحرك بين الركود والانكماش.
- بدأ التضخم في إظهار علامات الاعتدال.
- لم تعط كريستين لاجارد أي تلميحات حول قرار سبتمبر.
- ستحدد البيانات الاقتصادية القادمة مستقبل أسعار الفائدة في المنقطة الاوروبية.
- فسر السوق تصرفات البنك وتصريحاته على أنها متشائمة.
- انخفضت عوائد سندات الخزانة الأوروبية بشكل ملحوظ.
- انخفضت السندات الألمانية لأجل سنتين ما بين 5 و 9 نقاط أساس.
- ارتفعت الأسهم الأوروبية والأسهم الأمريكية بقوة.
- انخفض زوج اليورو دولار بعد أن اكتسب الدولار الأمريكي زخماً بعد بيانات الناتج المحلي الإجمالي.
مقالات ذات صلة. عزز من تجربتك عبر المقالات التالية:
