تقود البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية العقود الآجلة لأسعار الفائدة، لكن تباطؤ مؤشر أسعار المستهلكين يسبب حالة من عدم اليقين. قد يؤدي التضخم المتأخر إلى إبقاء الاحتياطي الفيدرالي على معدلات فائدة مرتفعة لفترة طويلة، مما يتسبب في ارتفاع عائد سندات الخزانة والذي قد يؤثر سلباً على المستثمرين.
بالأمس، واحتفالاً بعيد ميلاد واشنطن، أقامت الولايات المتحدة عطلة وطنية، مما حد من نشاط السوق إلى الحد الادنى. بالإضافة إلى ذلك، لم يتم الإعلان عن أرقام اقتصادية مهمة.
خلال الجلسة، أغلقت مؤشرات الأسهم الأمريكية والأوروبية دون تغيير تقريباً عن اليوم السابق. بقي الدولار عند مستويات مماثلة ليوم الجمعة، لكن مع ضغط هبوطي طفيف بسبب أسعار الفائدة المرتفعة، لايزال الدولار عند المستويات المنخفضة التي بلغها نهاية الأسبوع السابق.
ومع ذلك، هناك شعور متزايد في السوق بأن الاحتياطي الفيدرالي سيضطر إلى رفع أسعار الفائدة أكثر من المتوقع، وربما تصل إلى مستوى الـ 5.25٪. ونتيجة لذلك، بدأت أسعار العقود الآجلة لأسعار الفائدة في تسعير ثلاث زيادات بمقدار 25 نقطة أساس، بدلاً من التقدير السابق الذي كان يتوقع رفع لأسعار الفائدة مرتين فقط.
إن التغييرات الأخيرة في العقود الآجلة لأسعار الفائدة مدفوعة بالبيانات الاقتصادية الصادرة مؤخراً والتي تُظهر قوة الاقتصاد الأمريكي، مثل مبيعات التجزئة القوية وأرقام سوق العمل. جنباً مع جنب مع أحدث بيانات مؤشر أسعار المستهلكين تسببت بحالة من عدم اليقين في الأسوق المالية بسبب تباطؤ معدل انخفاض التضخم.
إذا استغرقت معدلات التضخم وقتاً أطول للوصول إلى هدف 2٪، فقد يقرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة ودون تغيير لفترة طويلة من الزمن، مما يؤدي إلى ارتفاع في عوائد سندات الخزانة والتي من المحتمل أن تؤثر سلباً على المستثمرون.
ونتيجة لذلك، فإن جميع البيانات الاقتصادية المنشورة من هذه النقطة فصاعداً، سواء كانت متعلقة بالنمو الاقتصادي أو التضخم أو سوق العمل، سيتبعها المستثمرون عن كثب ويمكن أن يكون لها تأثير على سعر الأصول المالية.
ذات صلة: كيفية محاربة التضخم - 5 أصول مقاومة للتضخم
سيصدر اليوم مؤشر مديري المشتريات التصنيعي (PMI) في منطقة اليورو والولايات المتحدة. في الأسواق الأوروبية، قد يكون تأثير هذا الرقم أقل أهمية لأن السوق قد أخذ في الاعتبار بالفعل خطة البنك المركزي الأوروبي لمواصلة رفع أسعار الفائدة إلى مستوى الـ 3.5٪، بغض النظر عن أداء الاقتصاد.
أما بالنسبة للأسواق الامريكية، فمن المتوقع أن ترتفع بيانات المؤشر بشكل طفيف مقارنة بالشهر السابق، ولكن لا يزال من المتوقع أن تكون البيانات أقل من عتبة النمو، والتي تبلغ 50 في هذا المؤشر. ومع ذلك، إذا تجاوزت النتائج التوقعات، فقد يزيد هذا من مخاوف السوق عبر رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي (FOMC)، وهو ما قد يقوي الدولار الأمريكي، ويمارس الضغط على مؤشرات الأسهم.
ارتفع خام غرب تكساس الوسيط WTI بحوالي 1٪ يوم أمس مع توقعات في زيادة الطلب من الصين وتصاعد التوترات في الحرب الأوكرانية. ومع ذلك، فإنه لا يزال من الناحية الفنية ضمن نطاق سعري واسع بين مستويات الـ 81.70 دولار والـ 72.70 دولار لكل برميل.
ذات صلة: تحليل النفط | توقعات أسعار النفط لعام 2023 وما بعده
المصادر: بلومبيرج، رويترز
